مرج الكحل محمد بن ادريس بن علي بن ابراهيم، أبو عبد الله المعروف بمرج الكحل: شاعر. من أهل جزيرة ’’شقر’’ بالأندلس. توفي بها، ومولده في بلنسية. كان لباسه على هيئة أهل البادية. واشتهر من شعره قوله:
#مثل الرزق الذي تطلبهـ ، مثل الظل الذي يمشي معك
أنت لا تدركه متبعا | واذا وليت عنه تبعك |
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 6- ص: 27
مرج الكحل محمد بن إدريس بن علي أبو عبد الله الأندلسي الشاعر المعروف بمرح الكحل، قال ابن الأبار: شاعر مفلق بديع التوليد، توفي سنة أربع وثلثين وست ماية، من نظمه:
مثل الرزق الذي تطلبه | مثل الظل الذي يمشى معك |
أنت لا تدركه متبعا | وإذا وليت عنه تبعك |
لك الخير يا مولاي ما العبد بامرء | لديه حسام بل لديه يراع |
وهل أنا إلا مثل حسان شيمة | جبان وفي النظم النفيس شجاع |
ليث إذا أبكى شبا أسيافه | أضحكن مفرق رأس كل عنيد |
وكأنما آراؤه تحت الوغى | وشبا القنا اشتقت من التأييد |
وإذا دجت حرب أضاء بوجهه | صبحا من التوفيق والتسديد |
ما برد جسمك إلا علة العدم | ولا اعتلالك إلا علة الكرم |
بنا ولا بك خطب الدهر أن ندى | بنان كفك فينا عصمة الهمم |
إنا جهلنا فخلناك اعتللت ولا | والله ما اعتل إلا الملك والأدب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 2- ص: 0
مرج الكحل الشاعر الأندلسي، اسمه محمد بن إدريس.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
محمد بن إدريس بن علي بن إبراهيم بن القاسم بن مرج الكحل
يكنى أبا عبد الله. قدم علينا مالقة مرارا وأقام بها مدة. وأبو عبد الله هذا من فحول شعراء الأندلس المفلقين. كان رحمه الله شاعرا مجيدا وكاتبا مطبوعا، سلس الطبع رائق المعاني سهل الألفاظ ذاكرا للآداب متصرفا بأنواع البلاغات. أنشدنا خالي رحمه الله قال: أنشدنا أبو عبد الله بن مرج الكحل: [رمل]
مثل الرّزق الذي تطلبه | مثل الظّلّ الذي يمشي معك |
أنت لا تلحقه متّبعا | فإذا ولّيت عنه تبعك |
سقى الله الجزيرة من محلّ | فقد حسنت لقاطنها مراحا |
وطاف بها طواف الصّلّ نهر | كما أبصرت في خصر وشاحا |
وربّ عشيّة فيه طفقنا | نرود الظّلّ والماء القراحا |
وقد ضرب الضّريب بها قبابا | على الأدواح أبهجت البطاحا |
وكان جنابها يخضرّ اسا | فأصبح وهو مبيضّ أقاحا |
كأنّ الخضر قرّبه يمينا | ومدّ عليه جبريل جناحا |
يقولون لي أعرضت عمّن تحبّه | كذبتم ولكن لم يكن رائق النّفس |
ولم يكن الإعراض منّي تعمّدا | وهل يمكن الإعراض عن غاية الأنس |
ولكن صرفت الطّرف عن نور وجهه | كما تصرف الأبصار عن قرصة الشّمس |
بأبي رشا هام الفؤاد بحبّه | وتقطّعت من لوعة أفلاذه |
شغف البريّة كلّها بجماله | وأشدّهم شغفا به أستاذه |
لا تغضبنّ الذي ترميك أسهمه | فقد جعلت له الأعراض أغراضا |
فالماء والنّار بعض من عناصره | يغلي إذا اتّقدت، وربّما فاضا |
دخلتم فأفسدتم قلوبا بملككم | فأنتم على ما جاء في سورة النّمل |
وبالعدل والإحسان لم تتخلّقوا | فلستم على ما جاء في سورة النّحل |
دع ابن حريق يزدهي بكلامه | فإنّ رحاه دون طحن يجعجع |
وهل شعره إلاّ كبارق ومضه | خليّ من المعنى، ولكن يفرقع |
ذهب الحرص (على) الوعد الذي | سدّ عن إنجازه كلّ طريق |
طال فيه المطل حتّى إنّني | قد تمثّلت بشعر ابن حريق |
ألا قل لابن بغل لا يؤذّن | فينجس ذكر خالقه بفيه |
إذا ما كان في فمه كنيف | فكيف يحلّ ذكر الله فيه |
وكنت أظنّ الحبّ بالضّدّ للقلى | ولم أعتقد أنّ الولاية ضدّه |
فلا تطلبوا من عند وال محبّة | ألا ربّ وال قد تغيّر ودّه |
فإن شئتم حدّا لسكر معربد | فلا تضربوه، فالولاية حدّه |
لا تطلبوا الودّ عند وال | في تركه للأذى كفايه |
ربّ ضعيف، أذاه خاف | يبدي مع القوّة الإذايه |
ما كان في النّفس من خبايا | تخرجه الخمر والولايه |
تسليط أعدائي عليّ لنعمة | ولقد سررت فإنّه تمحيص |
قد كنت أحسب أنّه لي نقمة | لو أنّني وحدي به مخصوص |
اصبر على الظّلم تكف | وتؤت أجرا موفّى |
من كان غارس شيء | فلينتظر منه قطفا |
عرّج بمنعرج الكثيب الأعفر | بين الفرات وبين شطّ الكوثر |
ولتغتبقها راحة ذهبيّة | من راحتي أحوى المدامع أحور |
وعشيّة قد كنت أرقب وقتها | سمحت بها الأيّام بعد تعذّر |
نلنا بها آمالنا في روضة | تهدي لناشقها شميم العنبر |
والدّهر من ندم يسفّه رأيه | فيما صفا منه بغير تكدّر |
والورق تشدو والأراكة تنثني | والشّمس ترفل في قميص أصفر |
والرّوض بين مفضّض ومذهّب | والزّهر بين مدرهم ومدنّر |
والنّهر مرقوم الأباطح والرّبى | بمصندل من زهره ومعصفر |
وكأنّه وكأنّ خضرة شطّه | سيف يسلّ على بساط أخضر |
وكأنّما ذاك الحباب فرنده | مهما طفا في صفحة كالجوهر |
وكأنّه، وجهاته محفوفة | بالآس والنّعمان، خدّ معذّر |
نهر يهيم بحسنه من لم يهم | ويجيد فيه الشّعر من لم يشعر |
ما اصفرّ وجه الشّمس عند غروبها | إلاّ لفرقة حسن ذاك المنظر |
يا نظرة أودت بحسن شبابي | وقضى عليّ نعيمها بعذاب |
ما كنت أحسب نظرة من بصرة | تقضي على مشتاقها بعقاب |
يا شادنا عيناه تفعل بالنّهى | ما تفعل الصّهباء بالألباب |
لو ذقت ما ذوّقت من ألم الهوى | لعلمت قدر الشّوق للأحباب |
إنّي لأعجب من عتاب عواذلي | جهلا عليك وما يفيد عتابي |
قلبي يرى أن لا سلوّ من الهوى | رضي الذي يلقى من الأوصاب |
يا عاذلي ماذا تضرّك شقوتي | القلب قلبي والعذاب عذابي |
سرى الطّيف من أسماء والنّجم راكد | ولا جفن إلاّ وهو في الحيّ راقد |
شفى ألما لمّا ألمّ بمضجعي | وبات يدانيني وكانت تباعد |
ألمّ على رغم الرّقيب ودوننا | على عدوان الدّهر بيد فدافد |
سقى عهدها عهد السّحاب ولم يكن | على العهد لولا (أن تبقّى) المعاهد |
معاهد تذكي حرقة الكبد التي | تكابد من آلامها ما تكابد |
كأنّ بها الغدران زرق نواضر | بها الطّلّ كحل والغصون مراود |
أعلّل بالآمال نفسا عليلة | تكدّر للآمال منها موارد |
إليكم بإيلام الملام فمسمعي | كقلب ابن عيّاش، وتلك حقائد |
إمام البرايا في بلاغته التي | يقرّ لها بالعجز من هو جاحد |
ومن عجبي أن ترحل الشّمس دائما | ومثليّ في مثل الجزيرة قاعد |
إذا لم يلائمني مكان ألفته | فكلّ مكان مثله لي فاقد |
ولست كقوم أضمرتهم بلادهم | أولئك موتى والبلاد ملاحد |
ولو لم يكن أصلي - وحاشاه - ماجدا | كفى الفرع منّي أنّه اليوم ماجد |
وقال حسودي أين إرثك منهم | فقلت لهم: مال الأكارم نافد |
إذا لم يفدك المال حمدا مؤبّدا | فيا ليت شعري ما تكون الفوائد |
رأوا بالجزع برقا فاستهاموا | ونام العاذلون ولم يناموا |
وعندي من معاطفها حديث | يخبّر أنّ ريقتها مدام |
وفي أجفانها السّكرى دليل | وما ذقنا ولا زعم الهمام |
تعالى الله ما أجرى دموعي | إذا عرضت لمقلتيّ الخيام |
وأشجاني إذا لاحت بروق | وأطربني إذا غنّت حمام |
سقى سدرة الوادي السّحاب الغوائث | وإن غيّرت منه السّيول العوائث |
عذيري من الأيّام خابت صقورها | ونالت جزيل الحظّ منها الأباغث |
وقالوا ذكرنا بالغنى، فأجبتهم | خمولا، ولا ذكر مع البخل لابث |
وما ضرّ خلاّ طيّبا ورث الغنى | إذا لم يغيّره من الدّهر حادث |
يهون علينا أن تبيد أثاثنا | وتبقى علينا المكرمات الأثائث |
فهل عند صفوان بن إدريس أنّني | مقيم على حفظ المودّة ماكث |
وإن كنت قد خاطبت فصل خطابه | فعاقت عن الودّ الخطوب الكوارث |
أبا عمرو متى تقضي اللّيالي | بلقياكم وهنّ قصصن ريشي |
أبت نفسي هوى إلاّ شريشا | ويا بعد الجزيرة من شريش |
دع عنك قسطاس اللّسان ولا تزن | من كنت تحسب راجحا أو ناقصا |
وإذا نقدت فكن نحاسا وليكن | من كنت تبصره لجينا خالصا |
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان، دار الأمان للنشر والتوزيع، الرباط - المغرب-ط 1( 1999) , ج: 1- ص: 166
مرج الكحل
محمد بن إدريس بن علي أبو عبد الله الأندلسي الشاعر المعروف بمرج الكحل، قال ابن الأبّار: شاعر مفلق بديع التوليد، توفي سنة أربع وثلاثين وستمائة، من نظمه:
مثَلُ الرّزق الَّذي تطلبُه | مثَلُ الظّلّ الَّذي يمشي مَعَكْ |
أنت لا تُدركه متّبعاً | وإذا ولّيتَ عنهُ تَبِعَكْ |
لك الخير يا مولايَ ما العبد بامرئٍ | لديه حسامٌ بل لديهِ يَراعُ |
وهل أنا إلاَّ مثل حسَّانَ شيمةً | جبانٌ وفي النَّظمِ النَّفيسِ شجاعُ |
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 249