أبو العيش أحمد بن القاسم كنون بن محمد: من أدارسة المغرب فى دولتهم الثانية. تولى الريف والمغرب الأقصى (عدا مدينة فاس) بعد أبيه سنة 337هـ ، وأقام فى قلعة (حجر النسر) وكانت الدعوة فى أيام أبيه للعبيدين من الشيعة، فلما تولى بايع لعبد الرحمن الناصر (صاحب الأندلس) وأمر بالخطبة له، فطلب منه الناصر أن ينزل له عن (طنجة) ليضيفها إلى سبتة، فامتنع، فحاصره الناصر، فنزل له عن طنجة. وبقى على أعماله إلى أن عن له الجهاد فى أطراق الأندلس، فاستأذن الناصر فى ذلك، فأذن له، فذهب إلى الأندلس فأكرمه الناصر وأمر بأن يبنى له قصر فى كل مدينة ينزلها، فاستمر إلى أن استشهد فى إحدى الوقائع غازيا. وكان متفهما ورعا عارفا بالسير وأخبار الملوك وأيام الناس، وله شجاعة وجود.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 197